الأحد، 22 يناير 2012

مسـرحية المسرحية


مسرحية
 المسرحية ..
The Play..




تأليف : طلال محمود

1-11-2009

المسرحية حازت على 5 جوائز في مهرجان دبي لمسرح الشباب 2009
المسرحية شاركت في المهرجان الخليجي المسرحي للشباب و حازت على عدة 3 جوائز في قطر




الشخصيات :

·       الممثل
·       الماكيرة






المشهد الأول – الليلة الأولى و الأخيرة ،،
الجو العام : المسرح عبارة عن كواليس لمسرحية سوف تعرض الليلة
فيها كافة التجهيزات و المعدات و مكان الحدث في غرفة المكياج او مكان مخصص للمكياج خلف الكواليس مع اظهار بعض من ملامح الديكور و المسرح الذي ستعرض عليه المسرحية  ،،
____________________
نبدأ الليلة  .. ليلة العرض  .. الماكيرة تدخل و ترحب بالممثل و من ثم تجهز المكان و ترتب معداتها يضع الممثل حقيبته على الكرسي و يعلق باقي الملابس ويرتب نفسه لبدء عملية التعديل والتنظيف و لطشات المكياج
الماكيرة : صار لي مدة وانا هني  ما شفت حد من الفنيين
الممثل : ما عليج .. هم يايين في الدرب عاد  تعرفين .. الالتزام بالوقت بس كلام ..

الماكيرة : انزين  استرخي .. رخي عضلات ويهك .. عسب افرش الفاونديشن .. لا تقولون بعد ما عرفت تشتغل ..

الممثل : خذي راحتج ... ( و كأنه يسترجع حوار ما ) للفرح باب واحد .. وللحزن أبواب كثيرة .. والكل يسعى اليك يا فرح ..  زحام .. زحام .. سأسلك باب من أبواب الحزن ..

( و يصمت برهة و كأنه لا يود اكمال الحديث )

الماكيرة : الحين هذا حوارك في المسرحية ؟!!

الممثل : هيه تعرفين الواحد يستذكر حواراته ويدخل الشخصية ..
الماكيرة : خايف ؟!!

الممثل : الواحد لازم من اول يوم عرض يخاف ..

الماكيرة : اليوم العرض الأول للمسرحية .. و احس ان بعد هالفترة من البروفات والتجهيزات لازم تكون مستعد و مرتاح .. relax

الممثل : من البارحة و من بعد بروفة الجنرل و انا  متوتر مب عارف ارقد  .. ما عدا ان صار لي 23 سنة في المسرح ..

الماكيرة : ياااه بعد هذه السنين !! الحين.. ترتجف ؟؟!

الممثل :كيف   ؟ ( يقف )

الماكيرة : ولا شي .. .. وين راح الحماس و دم الشباب والطموح و الخبرة  ؟ و الكلام اللي تعقونه في الجرايد وما يعطونا فرصة و ما ادري شو .. تعال و حط الميكب اللي يباه المخرج حق المشهد الأول .. و شوف انا معتمدة عليك عسب تقول لي شو هو مكياجك فالمسرحية

الممثل :  و مساعد المخرج ما عطاج شي ؟؟

الماكيرة : مثل شو يعني ؟؟

 الممثل : نص ولا اي فكرة عن المسرحية ..

الماكيرة : تبى الصدق لا .. الجماعة اتصلوا بي و قالوا اليوم شي عرض وانا ييت ..
الممثل : لا والله .. !! وين التجهيزات و الترتيبات ..  يعني طول هالفترة ما فكروا .. ولا هو بس فالح قبل العرض يختفي في غرفة الكنترول اونه يجهز الموسيقى و يضبط الاضاءة .. والقهر انه يحط منفذين له

( لحظة صمت و بعدها تقطع الماكيرة  الصمت بالسؤال )

الماكيرة : ممكن اسألك سؤال .. و خاطري اسألك من اول ما شفتك

الممثل : هاه ؟؟!!! تفضلي  .. حياج  ( يعتدل في جلسته )

الماكيرة : بس لا تحط في بالك ان سؤالي فيه شي من الطيش و التهور

الممثل : حشى لله انا ما اظن فيج اي ظن طيش و تهور ..

الماكيرة : انت شو اللي جبرك تشتغل هاي الشغلة ..
الممثل : اي شغل ؟!!

الماكيرة : انك تكون ممثل ..

الممثل : انتي تسمين الابداع .. شغل .. الشغل غير و الابداع غير .. نحن ما نتريا كل اخر الشهر معاش ينزل لنا و متقطع بسبتة الديون .. ولا عندنا هم البنوك و الضرابة بين المسؤولين في الدوام .. نحن ناس غير نقدم فن يخدم المجتمع

الماكيرة :  ليتني ما سألتك .. لو التمثيل يباله رمسة .. شكلي بستوي ممثلة و بقدم عنكم هالرسالة ..مب تسمون الفن رسالة ..

 الممثل : هيه رسالة .. ولا مب عايبتنج هالكلمة .. ترى نحن نتعب و نكافح

الماكيرة : شو نكافح ما نكافح .. و انا ترى بعد اتعب .. أحط لك ميكب و بسمع رمستك  هذا يسمونه تعب .. و اللي يسمع سوالفك انته يسمونه مكافح ..

الممثل : وايد تستسهلين الامور ..

الماكيرة : لأني ياية اخلص شغلي و اروح .. و قلت بفتح معاك موضوع ..

الممثل : و موضوعج كان ماله طعم .. تسمين الفن شغل ؟؟!! الفن ابداع و المسرح صوت الشارع .. نحن ضمير الناس و كلامها و سوالفها .. نحن نمثل الحياة بكل بحلوها و مرها .. المسرح لعبة نلعبها بفن .. نتعلم فيه كيف نطلع من شخصيتنا العادية و نتقمص شخصية جديدة علينا .. انسى منو انا و ما اعرف غير الشخصية اللي كتبها المؤلف .. نحن يوم نقدم العمل المسرحي لازم  نعق كل همومنا ورا ظهورنا .. ننسى الشخصية الحياتية العادية و امثل الشخصية اللي على الورق .. و علمونا شغلة مهمة .. ان لو كنت زعلان و لا متضايق مع زميلك .. انسى هالزعل وقت العرض و وقت البروفات .. لأن الفن و الابداع ما يتكمل لو دخلنا فيه الامور الشخصية .. انتي مثلا"  ما مثلتي على ابوج ولا امج دور المريضة عسب ما تروحين المدرسة ؟؟ مثلتي ولا لا ..
الماكيرة : مثلت  وبعدين

الممثل : اول يوم لنا في الورشة .. محد يعرف الثاني .. الكل يعرف عن اسمه و وظيفته الا انا .. المهم .. المشرف كان ياي من برع و كنا نخاف منه لأنه في أول يوم عطانا العين الحمرا .. بس هو ما يخوف .. عالعموم ..  اذكر اول ما دخلت .. يقول المشرف قولوا وراي .. دو .. قلنا دو .. ري .. قلنا ري .. خذ نفس و حاول تطلع الصوت من بطنك .. و لليوم ما اعرف كيف يطلع الصوت من بطني .. عقبها يقول لنا .. استرخي .. اتخيل .. وانتي اتركي كل شي .. انت عصفور .. و انتي فوق الغيمة ... و نسرح و نتخيل .. اتذكر شخص عزيز راح منك .. انت حمار  و انت بقرة .. ( يصرخ فجأة ) اذكر مرة المشرف علينا عطاني دور كلب و تميت طول اليوم انبح .. التمثيل نابع من مجموعة احاسيس تتحرك في داخلنا .. تعرفين المكنون الانساني و التراكمات تخلي الواحد يسلخ جلده و يبدأ يلبس له أكثر من جلد .. ومثل ما يقول ستان سلافسكي و حدد مراحل عمل الممثل في الأداء وهي :
1-
عمل الممثل مع نفسه .
2-
عمل الممثل على الدور .
ففي الأولى رسم الطريق في بناء الشخصية من خلال التكنيك الخارجي للصورة التمثيلية التي يطمح الممثل في الوصول إليها عبر عمله الإبداعي الذي يؤدي في النتيجة إلى الشكل النهائي للشخصية على المسرح .

الماكيرة : حلو .. وايد حلو .. بس ما فهمت شي .. ممكن اكمل شغلي

الممثل : لأنه كلام  كبير .. كبير ..

الماكيرة : خير ان شاء الله .. ممكن تجاوبني على سؤالي ..

الممثل : اي سؤال ؟

الماكيرة : شو اللي خلاك تشتغل .. ولا اقول لك .. شو اللي خلاك تبدع .. عسب ما تزعل

الممثل : و انا من الصبح شوا قول ؟؟ معلوم ما تفهمين اللي اقوله .. لأن الفن و الابداع موهبة .. و انا الحين يالس اتمتع في الموهبة و اليوم بقدم لهم مسرحية بترفع من شاني فوق .. فوق .. طموح على ابداع ..

الماكيرة : تدري كم مرة قلت ابداع ؟؟

الممثل : تدرين الليلة كم قناع بلبس .. كم قناع بيمر على ويهي الليلة .. كم بلبس و كم بفصخ ؟؟

الماكيرة : شوو ؟؟

الممثل :  القناع...  الانسان  يلبس 100 قناع

تعبت أيها الشقي من الأقنعة: قناع لقهوة الصباح. قناع لكتابة
الرسائل . قناع فوق بؤبؤ العينين. قناع يجاملني يسامرني يطعنني
حين تُتاح له الفرصة، حين أزيح قناعي لأمسح دمعة...
للمصافحة قناع. للسرير قناع. للمنبر قناع. للموت قناع...
وللقناع قناع...

( اثناء الحوار تدخل الماكيرة في القصيدة و تكمل عن الممثل و يقف هو مندهشا فاتحا" فمه ببلاهة  وينظر و عندما تنتهي .. يمر صمت قليل على الجو )

الممثل : هاه .. طلعتي تعرفين الشعر .. مثقفة ..

الماكيرة : ليش الثقافة بس للرياييل .. و نحن ما نتعلم .. ولا ..

الممثل : لا انا مب من النوع اللي يقول ..

الماكيرة : لا تقول ولا شي .. ترى في منكم يفكر ان الحرمة بس مكانها المطبخ و البيت و العيال .. و مرات الضرب بعد الحب .. و كأنها شلت سلاح و عقت عمرها في ويه المدفع .. انت تفكر قلب الحرمة قطن ؟؟ ابوي نحن لو قلوبنا قست ما يطاوعها الحديد .. في اللي ترملت و قاومت و في اللي تيتمت و قاومت .. في اللي اغتالوها و اللي عذبوها و اللي خلوها تتكهرب وما اعترفت .. نحن الحريم الوحدة لو قالت انا .. تكون عن عشر ريايل ..

الممثل : ليش تحمستي وايد ؟؟ و نشيتي من مكانج .. تعالي كملي شغلج ..

الماكيرة : رمستك تستفز الواحد .. انت شو تسوي ؟

الممثل : على فكرة ..  المسرحية تتناول مجموعة شخوص .. ( تتأفف الماكيرة وكأنها لا تود السماع  )

الماكيرة : انا اعرف شخصيتك عسب تقول لي مجموعة شخوص ؟؟!

الممثل : انا ما قلت لج شي .. بس ماعليه بطوفها لج .. اول المسرحية لازم امثل .. لحظة بس .. في .. هاه؟!!

الماكيرة : ما شاء الله عليك .. هذا و انته ممثل .. ما تعرف الدور اللي بتمثله

الممثل : للأسف .. هيه ..

الماكيرة : و الله حالة ..

الممثل :  قلت لهم انا ممثل شاب كيف بأدي دور شايب ..؟!!! و هالشايب هل كان في وعيه ولا خرف و صار بطل و يحب وطنه .. 53 سنة كان عمره  فوق الـ 263 معركة طاح فيهم طحن.. منو فينا اللي يصدق و منو اللي يفكر لو لحظة .. بهالعمر بهدلهم و لعب فيهم لعوب .. نحن لا نستسلم ... ننتصر أو نموت .... وهذه ليست النهاية ... بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم و الاجيال التي تليه ... اما أنا ... فإن عمري سيكون أطول من عمر جلادي .. هذي الرسالة اللي ابي اقدمها ..
الماكيرة : احينه انت ساعة يالس تمثل و لفيت عمرك بهالشرشف الأبيض كل هذا ما نفع معاك .. ياخي تمثيلك حلو لا تخربه بالاستهتار ..  ترى شفت انا ممثلين و ممثلات يحضرون البروفة عسب يشربون جاي ببلاش و بيزات و الأداء صفر .. و وايد اللي يصفقون لهم بعد ..

الممثل : بس نحن غير .. نحن يالسين نقدم رسالة ..

الماكيرة : ردينا على مكتب البريد .. يا بوي خلصني ترى والله يالس توترني معاك و انا مالي نفس .. بروحي عايشة بمشاكلي . بعدين تعال بخبرك منو جتل صاحب الرسالة .. غير اصحاب الرسالة

الممثل : انتي مب عايبنج شي .. ترى نحن بندفع لج فلوس عسب تشتغلين لنا مب تتمصخرين .. و فري كلامج لعقب و اشتغلي ..

الماكيرة : فلوس؟!!  

الممثل : انتي اذية .. ما ترومين تحطين المكيب و انتي ساكتة .. ترى هالشغل يباله هدوء .. ولا لازم نعلمج

الماكيرة : تعلمني   .. الشرهة علي انا اللي ياية و متعنية و اجابلك عيل ممثل ما يعرف شو هي الشخصية اللي بيمثلها ..

الممثل : انتوا يالحريم دومكم جي .. متكبرات يوم يكون الأمر في ايديكم تتحولون من ...

( يحتد النقاش و تتداخل الحوارات و نرى كل منهما يبتعد عن الآخر ويجلس كل منهم بطرف ويعطي ظهره الممثل للماكيرة و هي كذلك .. صمت قليل ثم نرى الممثل يلتفت لها و يصد و هي نفس الشيء ومن ثم ينهض و يتجه نحوها و يبدأ بالكلام )

الممثل : انا اسف

الماكيرة : ليش تتأسف .. ؟

الممثل : لأني الريال

الماكيرة : انا ما اقبل اسفك

الممثل : ليش ؟

الماكيرة : لأني انا حرمة ..

الممثل : انزين قومي خلينا نخلص ..

الماكيرة : لو تكرمنا بسكوتك وايد احسن ..

الممثل: لحظة  غضب .. و انتي بعد تراج طايحة فيني من الصبح .. حتى نسيتيني ان في عرض اليوم

الماكيرة : على طاري العرض خلصني انا مستعيلة وراي عيال ..  

( ينهض فجأة من مكانه )

الممثل : عيال ؟؟ !!

الماكيرة : هيه عيال ليش مستغرب ..

الممثل : انتي..اممم .. متزوجة .. يعني .. و ريلج عادي يعني ما بيقول لج شي لو انج ..

الماكيرة :  لو سمحت ما ابغي اتكلم في هالموضوع .. انا  .. اممم .. انا منفصلة .. مطلقة ..

الممثل : مطلقة ؟؟؟  والله حالة .. بنت في هالعمر و هالجمال .. صغيرة على الطلاق .. !!!

الماكيرة : هه .. هيه .. مثل اي بنت صغيرة .. تخلص الثانوية .. و قبل لا تدخل الجامعة و تكمل حب التعليم .. يقطع حلمها ابوها .. ابوي ..  ما حاول حتى انه  يخليني اختار .. ما قدرت اصلي الاستخارة .. .. و على طول عطا كلمة رياييل لربيعه في الدوام .. و بعدها استويت زوجة لغيره .. شوي ولا اشوف نفسي عروس على كوشة مع واحد غريب ما اعرفه .. شهور و لا انا ام و يالسة اكرف في البيت و بعد 3 سنوات تتهدم طموحاتي كلها .. وعقبها اشوف نفسي في بيت ابوي و رسالة واصلة لي تقول انتي مطلقة .. انجبرت بعد وفاة الوالد اني اشتغل و اكد على عيالي وما لقيت غير الهواية اللي احبها و احولها لوظيفة .. التجميل و المكياج .. عقب ما تطلقت و دورت لي شغل اعيش نفسي و عيالي منه .. مالقيت غير هالوظيفة .. شو  اسوي .. اتريا معاش الشؤون ؟؟ ما ينصرف لي لأني صغيرة .. وظيفة .. ترى ما يبون شهادتي .. و في اماكن داومت فيها في اليوم 10 ساعات و بدون اجازة .. انزين و عيالي .. اعتمدت على نفسي ودخلت هالعالم و تحملت كلام بعض الناس .. و بعض النظرات الغبية .. و كونت لنفسي وظيفة من هوايتي ..
( تبدأ في البكاء تدريجيا و الممثل يتبعها في البكاء تدريجيا  حتى يصلان لمرحلة الضحك على حالهما  ويدركان ما هم فيه )

الممثل :  الحب .. شو رايج في الحب ..

الماكيرة : شو هالرمسة ؟؟ و ليش تسأل سؤال مثل هذا ؟؟!! صدق انك فاضي

الممثل : لا عادي .. ترى انا مستغرب من حياتج .. يعني تزوجتي .. و مريتي بمراحل في حياتج الزوجية .. وين الحب من حياتج ؟؟

الماكيرة : و انا مجبورة اجاوبك على هالاسئلة ..

الممثل : ليش لا ..

الماكيرة : انا ياية احط لك ميكب .. و بس

الممثل : الحب غير  .. له طعم ثاني .. اخ لو جربتي حب قبل .. كان غير  .. وين ذيج الآغاني .. اذكر وايد اشياء تتعلق بالحب .. اشياء ما نحصلها الحين .. الحين هه .. الحين  لو اتصل في حبيبتي و اقول لها هلا الحب .. الغلا .. تقول لي عندك رصيد ..

الماكيرة : و اذا سألته .. انا اول حب في حياتك صح ..
الممثل : هيه .. اول و آخر حب  ..

الماكيرة : جذاب .. اذكر اني اهديت له وردة حمرا و هو بعد عطاني وردة .. زعل لأن الوردة صارت سودا ثاني يوم .. قلت له ليش ما حطيت الوردة في الماي و البندول ..
( و يضحكان هما الأثنان )

الممثل : احلى قصص الحب انقالت على المسرح .. اه وين روميو و جولييت

الماكيرة : لا وين .. هيل اصلا ميانين .. عيل روميو يخلي جولييت تنتحر عشانه !!

الممثل : شو هـ التفكير .. هذا هو الحب ترى .. على طول لحقها مافي .. يا نموت سوى او نعيش مع بعض ... صاغها ويليم شكسبير بكلمات ولا أورع .. يقولـ ،،

( يبدأون في تمثيل لوحة من مسرحية ويليم شكسبير  ( روميو و جولييت )

الممثل :  فلأقسمن بذلك البدر الذي يكسو ذوائب الاشجار في البستان بذوب قَطرِمن جُمَان .

الماكيرة :  أرجوك لا تقسم بهذا القمر فالبدر كذاب أَشِـر يُقلب الوجوه ي مداره بكل شهر و ان حلفت به أصابتك الغِيَر.

الممثل : وبماذا اقسم ؟
الماكيرة : لا تقسم ابدا !
 الممثل : كيف ما اقسم .. و كيف ما احلف ان حب اول غير .. وين يوم نوقف عند الدكان نتريا باص المدرسة .. نتريا البنات .. ما كنا نضرهم .. بس ننظر لهم .. وين علي بحر .. مريت على بابكم مرة و خذني  الشوق .. نتريا عند التلفون .. مب موبايل  تلفون البيت .. و نشغل اللمبة الحمرا مال الرقاد .. و نرقد عند السماعة .. نتريا كلمة ألوو .. وقت صلاة المغرب الكل ساير المسيد الا انا .. كنت اطوف الركعة الأولى بس عسب تفج باب بيتهم .. كنت مطمن ان اخوها و ابوها  في المسيد ...

الماكيرة : عرفته يوم كنت اتريا باص المدرسة .. كان يروح المدرسة متأخر عقب الاذاعة المدرسية .. دايما ينضرب لأنه متأخر .. كان يلعب كرة جدام باب بيتنا و كان يوم يتعب يشرب ماي من البراد اللي عند بيتنا .. كبرت و كبر هالحب بينا بس ...

الممثل : بس شو ...

الماكيرة : شو اقول .. اللي في القلب في القلب ..

الممثل : اعتبريني صديق .. هيه .. اعتبريني صديقتج .. اختج .. فضفضي ..

الماكيرة : في كل يوم نحلم و نقول باجر يوم بكون عروس .. شو بتييب لي .. وين بنروح في شهر العسل .. يختار هو اسامي عيالنا .. و يقول انا بصبر من تخلصين الثانوية على طول بتقدم لج .. كنت اشاروه شو هو التخصص اللي بدخله .. انا صبرت .. و هو صبر .. بس الوالد الله يرحمه ما صبر ..

الممثل  :  لا حول ..

الماكيرة تعال بخبرك .. خذيتنا بالسوالف و قلنا و قلنا .. وللحين ما شفت حد وصل .. وين الناس و الديكور ولا مر علينا لا مخرج و مساعد مخرج لا حد رايح ولا حد ياي .. لاحد ياب لنا لا جاي  لا ماي ؟؟

الممثل : شتبين بالجاي .. كل ما رحنا قالوا نبا جاي .. نبا جاي .. تعرفين الجاي يقلص المعدة و شيابنا ما ذبحهم غير الجاي .. انتي ما عليج اشتغلي   .. و هم شغالين و بتشوفينهم .. بعد شوي .. 

الماكيرة : انت شكلك ما راح تصخ .. وايد تسولف

الممثل : لا ما بصخ لأن هاي اهم تجربة واهم مرحلة في حياتي .. هالمسرحية اللي المفروض أعرضها اليوم هي الباب اللي بفتح لكل شخص بيحضر لنا و يقول معقولة ان في شاب عنده هالهم .. في شباب تركوا مشاكلهم .. المعاكسة و المخدرات والسرعة و عقوق الوالدين .. بس ملينا عاد نبا نقدم شي جديد ..

الماكيرة : بس لازم ما تبتعد عن همومك .. عن مشاكلك .. و اذا حبيت تقول .. قول بصوتك ..  .. تكلم و حاول ..

الممثل : نحاول نقدم من غير ما نشوه تاريخهم .. الله وين ايام مقهى بو حمدة .. و عبدالإله عبدالقادر .. و منصف السويسي .. وينك يا الرشود و مسرحك .. ايام الانجازات .. حيرنا الناس في ابداعنا .. ونسمعهم يقولون للكبار .. وصلوا .. عرضوا .. راحت الجوايز ..صدق  مسؤولية و حمل و نحن لازم نحافظ على هالإرث .. و نقول و نكمل مشوارهم .. وينك يا قاسم محمد و ين ايامك يا الحتاوي ...
الماكيرة :   انزين يوم ان المسؤولية كبيرة عليك .. ليش مسكتها  .. ليش تبنيتها  ..  لازم تقول انا .. لازم يأشرون عليك الناس ؟؟

الممثل : الناس ما ينعرف لها صاحب .. تختلف في الشخص نفسه .. يوم تقول له شين و يوم تقول له زين ... و
( تقاطعه )

الماكيرة : ياخي انا عندي عيال .. و عندي مليون شغلة غير مسرحيتك .. انا ابا اخلص يا انسان .. قول لي شو هو مكياجك ولا بسوي لك ميكب عروس  .. اي كلام ..

الممثل : شفتي  .. نحن ما بهدلنا غير الكلام .. المسرحية فيها كلام .. فيها وايد كلام .. و انا لازم اتذكر الكلام

الماكيرة : انا اهم شي عندي الشكل في شغلي .. المضمون عندك .. انت اللي لازم تمثل لهم همومهم و ترسل لهم الافكار .. انت المسؤول .. كلامك يا يكون صح او غلط .. انت اللي واقف على هالمنبر و تخطب في الناس و تقول لهم  .. مب هاي رمستكم في المسرح ..!!؟

الممثل : الصراحة كلامج .. ينحط في الكتيب مال المسرحية .. احسن من كلمة المخرج .. بقول لهم عسب تقدمين عضويتج عندنا .. بكلم الادارة الاجتماع عقب كم شهر ..

الماكيرة : بس .. انت ما تحس  .. ما تفهم .. ولا اقول لك  روح قدم العرض و انت بهالشكل .. لأنك انت في الواجهة و مرة ثانية خلك ملتزم و هات نص معاك شرات الناس .. و احفظ ..

الممثل : الحفظ .. القراءة .. المسرح .. والدنيا .. الدنيا مسرح و نحن ممثلين فيها .. و تمثيلنا كوميدي 100% شوفي كوميديا الحياة ..

الماكيرة : انا قبل لا اسمع باقي السوالف و تجرني معاك بسألك .. سولفنا وايد .. صح

الممثل : صح

الماكيرة :  وتكلمنا و ضحكنا .. صح

الممثل : صح

الماكيرة : انزين .. وين اللي اتصل بي و قال تعالي من وقت ... وين الدفعة الأولى

الممثل : هاه ..

الماكيرة : شو هاه ... وين الناس ترى بديت اتوتر و اشك  ان في مسرحية اليوم ..

الممثل : بقول لج شي .. انا بعد اشك .. و اتوهق و اتضايق .. لأني عايش بروحي .. لا حرمة ولا حبيبة .. تدرين وايد ايام تمر علي اتضايق و لا حد يقعد معاي و يواسيني ... وحيد .. كأني ممثل منودراما في الحياة ..

الماكيرة : يا ابن الناس انا حرمة وراي عيال و مصاريف .. ممكن تخلصني .. و انا شو لي في حياتك و مشاكلك .. شوف لا تشوفيني بروحي معاك في  هالمكان بيقص عليك الشيطان .. ترى والله

الممثل:  لا .. لا ..لا  لايروح تفكيرج بعيد .. انتي وين و انا وين ..  انتي ياية حق شغلة معينة خلصي امورج و توكلي ..


( فجأة تنقطع الكهرباء )

الماكيرة : بسم الله .. شو صار ..

الممثل : انقطعت الكهربا ..

الماكيرة : شو ؟؟؟ انقطعت الكهربا

الممثل : تصير .. تحدث في أرقى العائلات ..

الماكيرة : انزين انت وين ؟؟؟ و ين كنا واقفين ؟ لا تقرب اقول لك ..

الممثل : منو قرب ؟؟ انا بعيد عنج ..

( يفتح التورج و يشير اليها و يضعه على وجهه )

الممثل : شفتي .. انا بعيد و انتي بعيدة عني .. ليش هـ الشك

الماكيرة : انزين شو الحل ؟

الممثل : الحل بسيط الحين برد الكهربا المحول هناك ما يباله وايد ..
الماكيرة : زين سويت انا اخاف من الظلام  ؟؟

الممثل : الربكة و الخوف من اول يوم عرض تخلي الواحد ينسى اسمه .. و انتي بدل ما تعقين علي رمستج خليني اتصرف

الماكيرة : بس انت يالس تلف و تدور من الصبح .. شو اللي يضمن ان اليوم شي مسرحية .. و ان هالمكان فيه عرض اصلا" لا اشوف بوسترات و لا اشوف حد بيقطع تذاكر و لا اشوف ناس في المسرح .. انا ليش اطولها معاك .. اتصل بلي قال لي تعالي و اشتغلي في هالمصيبة ..

( تعود الكهرباء  و نرى على المسرح مجموعة من الفنيين و الطاقم الخاص بالمسرحية )

الماكيرة : شوف اقول لك اياها من الآخر .. انا ما بحط ايدي ولا بشتغل الا بعد ما اتصل في الريال اللي اتصل بي .. ( تحاول الأتصال )

الممثل : اتصلي .. من اليوم لي باجر محد بيرد عليج .. منو فاضي لج الحين .. هم الحين يالسين يزهبون عمارهم
الماكيرة  : شو يعني .. ما فهمت .. يعني الحين انا بتم هني معاك غصبن عني .. ياخي انا مب مجبورة احط لك ميكب .. ولا اني مجبورة اشارك في هالعرض .. انا لو اتصل في اخوي احسن لي بدل هالرمسة و اطلع من هني ..
( و في اثناء محاولتها للاتصال يقترب منها الممثل و يرمي الموبايل من يدها )

الماكيرة : شو تسوي ؟؟ منو قالك المسني .. اشوفك وايد خذيت علي .. انت ليش تكسر الموبايل .. انت... انت .. شو فيك .. ليش جي تسوي ؟؟!!!

الممثل : قلت لج ما راح تطلعين من هني .. ويلا .. يلا جدامي تعالي خلصي لي الميكب وراي عرض ..

الماكيرة : لا عرض ولا شي .. انا ابا ارد بيتنا .. انا ام و عندي عيال اصرف عليهم .. اخ .. اقول لك .. خلني اروح دخيلك .. و صدقني ما ابا شي ..

الممثل : العرض ما يكتمل الا بعد ما تكتمل كل عناصره و انتي عنصر مهم .. تعرفين ان المكياج الحقيقي يساعد الممثل على ... ( تقاطعه )

( تدريجيا تنخرط في البكاء )
الماكيرة : خلني اطلع من هني .. بس  .. ما ابا اسمع اي رمسة زايدة .. خلني اطلع مابا منك شي .. انا شو لي خص في مسرحك الله يلعني يوم يت .. غبية .. لا سألت و لا فكرت و لا حتى عرفت اسمك او اسم اللي اتصل بي .. انا ابغي اطلع من هني بس ابغي اروح لعيالي طلعني .. يا ناس .. يلي في الكنترول .. مساعد المخرج .. يلي في المسرح .. الله يلعن الحاجة ..

الممثل : الحاجة تولد الاداء المقنع .. حلو .. وايد حلو .. اداء صادق و جميل .. حلو يوم ان الواحد يأدي دوره .. هذه هي المصداقية .. زيدي .. نبا أداء .. يلا ..
الماكيرة : يا ربي .. انا شو مسوية في دنياي .. ياخي افهم انا ابا اطلع من هني ..

الممثل :بس ... بس بابا ... لا تصيحين ..

الماكيرة : خوز عني .. لا تقرب .. بس خلاص ..

الممثل :  بس انا .. انا .. خاطري .. اممم .. هيه .. انا المفروض امثل دور شايب و اللحية تكون بيضا  و طويلة .. بس اهم شي تلصق عدل ..

الماكيرة : انا شو اللي خلاني اييكم هني  .. واشتغل لممثل ما اعرفه و احط له ميكب .. لو يالسة في بيتي و بالعة الفقر و القهر احسن لي

الممثل : الله .. الحين بس الممثل ينحط له ميكب ؟؟!! و انا ما استاهل .. بس الممثل هو اللي يحصل الاهتمام .. وانا شو ما استاهل ؟؟؟

الماكيرة : انت شو ؟؟؟ منو ؟؟!!

الممثل : بس شو اللي بيفرق لو عرفتي انا منو ؟؟؟

الماكيرة : بس خلاص ابي بس خلاص ..

الممثل : خلاص!! انتي تقولين خلاص  انتي اللي حولتي الفن و الابداع الى شغل ومادة و فلوس .. مب انتي المفروض ..

الماكيرة :  وانت منو عسب تحاسبني .. ؟؟

الممثل : انا منو ؟؟ هه .. توج تسألين .. و ليش ما سألتي من البداية .. تبين تعرفين انا منو .. انا فراش في هالمكان ..

الماكيرة : فراش ؟!!!

الممثل : هيه نعم انا فراش ..

الماكيرة : فراش و يالس  تحاسبني .. فراش و تلومني على حالي .. لأني تركت اللي احبه لجل عيالي .. فراش شاركتني همي و خليتني اضحك .. و ذكرتني بالحلو و المر .. فراش وعنده كل هالهم و هالابداع .. فراش  و حافظ كل سطر في كل كتاب .. فراش اللي قال المكنون الانساني و التراكمات .. الربكة والخوف تخلي الواحد ينسى نفسه .. فراش ... هههههه .. والله انها مسرحية  .. اكيد في احد يالس يطالعنا ..  هاي مسرحية .. صح .. مسرحية ... ههههه ( تضحك بشكل غريب )
        

الممثل : لا فراش .. شو فيها .. كلهم هني يسموني ولد المسرح .. من 23 سنة وانا اكد في هالمكان .. هالكتب .. قريت كتاب كتاب .. نص نص .. سعد الله ونوس .. توفيق الحكيم .. شكسبير .. ستان سلافسكي .. بيتر بروك .. قريت لكل شخص كتب عن المسرح .. مجلات .. كتب ..مافي ديكور ما دخل المخزن هني الا و صبغته .. مافي ديكور ما دقيته بالمطرقة و نشرته بالمنشار .. صلحت لهم كل شي مكسور في هالمسرح .. هات جاي .. هات ماي .. و هناك عند هذيج الدريشة .. شفت اسرار كل شخص غير ثيابه قبل العرض .. فراش يفرش لكم مودكم و راحتكم تدخلون المسرح..  يكون نظيف لكم .. بعد ما تركتوه امس و هو وصخ .. انت نسيت لبسك هني و انا اللي نظفته و رتبته و علقته لك .. و انت شو عرفك في الاضاءة ؟؟؟ و انت ناسي الجلاتين و دفتر الكيوهات!!.. ممثل المسرحية يحب يوصل متاخر عسب الكل يشوفه ..  وانت يا مخرج .. وين همك ؟؟ وين اللي تبا توصله للناس بس همك الجوايز ... الجوايز خلها لك .. انا عندي مسرح .. عندي عالمي ..الدنيا مسرح على مسرح .. نحن و انتو ممثلين و كومبارس و فنيين في هالمكان .. بس اشكال و ألوان .. و انا صنعت لنفسي عالم العب فيه بروحي .. من 23 سنة شبكت الكواليس بالديكور و لصقت و نظفت و شلت و حطيت .. وعقبها ارقد مع هالخشبة بروحي وانا اقول و اشوف و اصنع من كل نص.. كل كتاب .. كل حكاية .. نسجت الخراريف والاساطير كلها هني .. و خروفتنا اليوم عن شيخ الرياييل ازقرت اللي دوخ الانجليز .. سبع ما يخاف .. عيل في حد يسكن في بطن الجبل .... الخ ( من حوارات مسرحية عرج السواحل )
و تغلق الستارة
اظـــــــــــــ النهاية ـــــــــلام






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق